الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020

الْمَسْكَن

إن المادة المتوفرة لبناء المسكن والوضع المادي والاجتماعي لصاحبه هي التي كانت تقرر الشكل العام للمسكن وحجمه وأقسامه, ولقد تطور المسكن في القريتين خلال القرون الماضية تطوراً ملحوظاً وذلك من مرحلة تاريخية إلى أخرى, ولذا نجد عدة نماذج حالياً يتجاور بعضها مع بعض كما يتجاور البناء الحديث مع البناء القديم, بعد أن قام سكان القريتين بهدم الكثير من البيوت القديمة وحولوها إلى منازل حديثة, إلا أن بعض الأبنية القديمة مازالت شاهدة على تلك المراحل التاريخية رغم عاديات الزمن وقسوة المناخ والإنسان عليها, ويهمنا هنا المسكن القديم الذي ورثهُ الأبناء عن الآباء والأجداد, والذي ما زال يقوم بدوره الذي أقيم من أجله.

إن المسكن القديم في القريتين مسكن طيني - خشبي, فالطين يدخل في بناء جدرانه ويستعان بالخشب في بناء سقفه, والمقصود بالطين اللبن المصنوع في قالب خشبي له شكل متوازي المستطيلات بسماكة حوالى ( 9 ) سم, ويتألف هذا القالب من قسمين الأول ضعف الثاني,  ويعطي القسم الأول لبنـة كاملــة ( 28 × 28 سم ) والثانـي نصـف لبنـة ويدعـى  (النُّص) ( 28 × 14 سم )  ( الصورة رقم 26 ).

صورة ( 26 ) القالب الخشبي المستخدم في ضرب اللبن والدسكر 


ويتم تعريض اللِبن إلى أشعة الشمس حتى يجف, ويصبح صلباً حيث يقلب, ولذا يعدّ فصل الصيف أفضل الفصول لصناعة اللبن أو ما يسمى في القريتين ( ضرب اللِبن ), وتبدأ عملية صنع اللِبن - فجراً حتى يتم الانتهاء من ضربه قبل اشتداد الحرارة - بمزج التراب والتبن – كي يتماسك بعد جفافه - بالماء ( المجبولـيّة ) باستخدام الأرجل والمجرفة, وبعدها ينقل إلى المكان المخصص لضربه من قبل اثنين, وذلك على لوح خشـــــــــــــــــــــــــبي مثبت على حاملين مبرومين يدعــــــــى            ( الدَّســــــــــــــــــــــكر ), ( الصورة رقم 26 ). وقد تسقط اللبنة من مسافة أربعة أمتار ولا تنكسر, وعندما يقوم البنّاء (المعمرجي) بعملية بناء المسكن ( الجدران ) يرصف اللبن صفوفاً منتظمة بينها ملاط من الطين, ويكون ذلك على أساس متين من الحجارة لمقاومة الرطوبة, وهذا الأساس يحفر على شكل خندق تحت جدران الغرفـة, وقد يتجاوز عمقه (40 ) سم, ويملأ بحجارة صمّاء تغطى بالطين, وبعد الانتهاء من الجدران تتم عملية سقف الغرف.

إن هذه الجدران تغطى فيما بعد بالطين الممزوج بالقش والتبن, كي يصبح الطين متماسكاً,  والطين يحمي الجدران, ويطيل عمرها, ويمنع تواجد الحشرات وتكاثرها, وتدعى هذه العملية تسييع الحيطان ( هناك أماكن خاصة تدعى " المتربة ", تقع غرب القريتين, جانب القوس, يؤخذ منها التراب الأبيض المخصص لعملية تسييع الحيطان), ثم تطلى عدة مرات بالحوّارة (حجارة بيضاء كلسية, تؤخذ من أماكن خاصة في القريتين, وتنقع بالماء يوماً كاملاً لتعطي رائق الكلس)  التي تمزج بمكعبات من النيلة ( لونها أزرق ) لتعطي الحوارة البياض الناصع, وتقلل من عتمة البيت, والحوارة من عمل النساء, بينما الطين من عمل الرجال, وكثيراً ما كان الأهالي ولاسيما الأصدقاء والشباب يقومون بمساعدة صاحب البناء سواء في صنع اللبن أو أثناء عملية البناء, فتجدهم يعملون بفرح, ويشجع بعضهم بعضاً من خلال أغانيهم وحدائهم.  

وأما السقف (الصورة رقم 27) فهو من أعمدة خشبية غالباً من الحور تصل بين جدارين متقابلين في الغرفة, وترتكز هذه الأعمدة على عمود خشبي ضخم ممتد بين الجدارين الآخرين في منتصفهما ويتعامد في وضعه مع الأعمدة الأخرى, ويُعرف هذا العمود بالبدّ إذا كان من الخشب,  وأما إذا كان من الحديد فيُدعى الجسر, والبد هو الغالب والسائد, ثم توضع فوق الأعمدة ألواح خشبية (دفوف) تدعى بالطبق أو قضبان من القصب مربوطة بخيوط من القنب على شكل حصيرة  تغطي كامل السقف, ( الصورة رقم  28 ) ثم تأتي فوقها طبقة من التراب المبلل ويسمى ( البلة ), ثم طبقة من الطين الممزوج بالتبن أو القش, ويراعى أن يكون الانحدار بشكل عام نحو الأزقة والشوارع حيث ينتهي بميزاب (مزراب ) لتصريف مياه الأمطار, وعلى الأطراف نجد حافات السقف فوق الجدران وتدعى بالسيفار, وقبل بداية فصل الشتاء وهطول الأمطار يقوم الأهالي بترميم الطبقة الطينية الممزوجة بالتبن الناعم وتدعى عملية الترميم هذه بالمرحة ( الصورة رقم 29 ).

الصورة رقم ( 27 ) سقف خشبي ويُرى فيه البد والطبق الخشبي

صورة رقم ( 28 ) سقف من قضبان من القصب مربوطة بخيوط من القنب على شكل حصيرة 


صورة رقم ( 29 ) مجبولية الطين الممزوجة بالتبن ومن ثم نقلها إلى السطح

وقد يستعاض عن البدّ أو الجسر ببناء قنطرة من الحجارة الكلسية المنحوتة بدقة أو من اللبن, وتزخرف هذه الحجارة بزخرفة هندسية غالباً.

والقنطرة تبنـى عندما تكون الغرفة كبيرة (الصورة رقم 30 ), أما المساكن الحجرية فقليلة جداً في القريتين, وحالياً المساكن الحديثة تبنى من الإسمنت, وهي السائدة لأنهـا أكثر مقاومة وأنظف ولا تحتاج إلى ترميم أو تحوير بالحوارة فـي كل عام, وقد دخل هذا النوع من المساكن في بداية الستينيات من القرن العشرين رغم معرفة سكان القريتين بالإسمنت قبل ذلك حيث استخدم فـي أرضيات الغرف غالباً         ( عدْسة كما تسمى ), وأما البلاط فقد اقتصر استخدامه على الأغنياء.

والحقيقة إن البيوت التقليدية القديمة أكثر انسجاماً مع طبيعة المناخ القاسي لبيئة القريتين, وهنا نرى كيف تأقلم ابن القريتين مع بيئته عندما اعتمد في بناء مسكنه على ما وفرته هذه البيئة من مواد كالطين والتبن والخشب, وهي مواد عازلة تقلل من قسوة بيئته صيفاً وشتاء. 

فالبيت القديم بارد صيفاً دافئ شتاء, ويحافظ على برودته وحرارته لفترة أطول من البيت الإسمنتي, كما أن الحوارة التي تُطلى بها الجدران تعتبر بمثابة مادة صحية منعشة, فمثلاً عندما تحدث رائحة في الغرفة يقوم الناس برش الماء على الحوارة فتنبعث منها رائحة منعشة, وإذا أغمي على امرأة في الأحزان كانت النساء يقمن بوضع قليلٍ من الحوارة المأخوذة من الحيطان على شفتها العليا لشمها فتعود إلى وعيها عندما لم تكن هناك سوائل منعشة, فالحوارة كانت هي البديل لملطف الجو المستخدم اليوم وهي المنعش ومن هنا فالبيت العربـي يشعرك براحة عندما تدخل غرفَهُ .

الصورة رقم  ( 30 ) قنطرة من حجارة كلسية كانت في دار المرحوم مصطفى العصورة ( أبو لطفي )

أما شكل المسكن وحجمه وأقسامه فهي تتبع عدة عوامل أهمها الوضع المادي لصاحبه ووظيفة ساكنه وعدد القاطنين فيه, فهناك مساكن بسيطة تعكس حالة الفقر لأصحابها وهي قليلة.

والبيت القديم قسمان, قسم مسقوف مكون من عدة غرف, وقسم عبارة عن فسحة سماوية مفتوحة تحاط بمساكن مجاورة أو بغرف إما من جهة واحدة أو أكثر, وقد تأثر المخطط القديم للبيوت بالبيئات المجاورة ولاسيما القلمون, فعندما تنتقل خارج حارات القريتين القديمة وهي : ( البالوعة والعلية وحارة عمرو وحارة الدحادحة وهي أقدم حاراتها, تليها حارات المعاصر ـ النصارى ـ دار الخيل ـ القبلية ـ حوش أروام ـ باب القرية  ) ( 1 ) يتغير المخطط العام للمسكن, والمصور رقم ( 11 ) لمخطط بيت في حارة قديمة في القريتين والمصور رقم ( 12 ) هو مخطط تقريبي يبين حارات القريتين القديمة وبعض عائلاتها التي كانت تسكن فيها قبل توسع القريتين ولا سيما في القرن الماضي. 

مصور رقم ( 11 ) مخطط بيت في حارة قديمة في القريتين

مصور رقم ( 12 ) وهو مخطط كروكي ( تقريبي ) يبين حارات القريتين القديمة وبعض عائلاتها ( 2 )

- المدخل : وقد نجد مدخلين إحداهما للبشر ( الخواخة) ( 3 ) والآخر للحيوانات والثاني أكبر من الأول, ( الصورة رقم 31 ), وهذا المدخل مبني من حجارة كلسية منحوتة تدعى بالنحيت, وهي تتأثر بالرطوبة كثيراً ولاسيما الحجارة القريبة من سطح الأرض, وتجد فوق الباب الرئيسي حَجَرَة مستطيلة الشكل ( ساكف الباب ) عليها عبارات إما نافرة أَو محفورة, وهي تتضمن التفاؤل أَو الشكر لله مثل: (هذا من فضل ربي ) ( توكلت على الله ) ( الحمد لله ) ( من توكل عليه كفاه ) أو    ( لا إله إلا الله ) أو ( الملك لله ) أو ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) وفي أسفل هذه الجمل يدون تاريخ التشييد بالسنة الميلادية غالباً, وقد تجد أبياتاً من الشـــــــــــــــــــــــــــعر أو شعار سورية ( الصقر ) محفوراً فيها علماً أن البعض يسميه النسر. 

صورة رقم (  31 ) مدخل بيت في القريتين و فيه بابان الصغير للبشر ( الخواخة ) والكبير للحيوانات

وفي المخطط المتطور تجد الباب الخارجي يدخلك إلى الليوان (الصالون), وهو غالباً يخصص للجلوس فيه صيفاً فقط, وعلى جانبي الليوان غرفتان منفتحتان عليه, الأولى تدعى بالمضافة أَو المنزول وهي غالباً تكون الأوسع وعلى اليمين بالنسبة للداخل, والثانية مخصصة للعائلة تدعى( بيت العيلة ). ( المصور رقم 13 ) .


مصور رقم ( 13 ) مخطط بيت في حارة حديثة

- الليوان ( الصالون ) : أثاثه بسيط فهو مكون من عدد من الكراسي أو من قاطعين وفي نوافذه المطلة على الشارع أصص فيها بعض النباتات كالعطرة والريحان, وتمسح أرضه يومياً, أما 

- المضافة (المنزول ) : هي أهم الغرف وتفرش بأفضل المفروشات التي يمتلكها صاحب البيت سواء من الســـــــجاد أو البســــــــــط الصوفية المرقومة كما يسميها الســــــكان, وحولها توجد مفروشــــــــــــات تدعى     ( الطراحات ) للجلوس عليها, وتحتوي بداخلها الصوف غالباً, وخلف الطراحات مساند محشوة بالقش تدعى (السّـنّاد) تستند على الجدران, وهي قاسية نوعاً ما, ويقوم الضيوف بإسناد ظهورهم عليها, وللسناد أغطية غالباً من نوع قماش الطراحات ولونها, وتوضع مخدات أو وسائد بين كل طراحتين للاتكاء عليها, وتزين أغطيتها بعروق من الورد أو العصافير أو كلمات تسر الجالسين, وتوضع على النوافذ الستائر, كما توجد خزائن جدارية, وهي عبارة عن تجاويف فـي جدران الغرفة على شكل مستطيل تدعى ( كتبيات أو خرستانات ) لها رفوف وعليها أدوات مثل دلال القهوة أو الأباريق وصحون زجاجية وصحون ســــيكارة ومزهريات وكتب وشمعدانات وفناجــــــين أو طاولة زهر أو شــــــــــدات ( ورق لعب ) ...إلخ, وللكتبيات أبواب خشبية وزجاجها في الأغلب محجّر عدا واحدة يكون زجاجها من المرايا, وتعلق على الجدران براويز خشبية ( لوحات ) تحتوي صوراً منها صورة كبيرة لرب الأسرة, وقد تكون مرســــــــــــــومة على طريقة المربعات ( مكبرة ) وبرواز آخر يدعى القطعة تم صنعها من قبل ربة البيت أثناء خطوبتها ذات أشكال نباتية فـي وسطها صورة ربّ الأسرة عندما كان خطيباً لها, كما نجد إطارين ( بروازين ) الأول مكتوب فيه ( الله جل جلاله ), والثانـــــــــــــي ( محمد صلى الله عليه وسلّم  ) بخط جميل ( الصورة رقم  32 ) أو آية الكرســــــــــــــي أو ســــــورة الإخلاص أو الفاتحة وبشكل قليل صورة فتاة تدعى ( فاطمة المغربية ) وصور الأولاد الذكور. 

صورة رقم ( 32 ) براويز خشبية تعلق على الجدران

وتحتوي المضافة على موقد ( الحوم أو الوجاق ) ( 4 ), غالباً في إحدى الزوايا وله مدخنة ويستخدم وقت الشتاء حيث يوقد فيه الخشب, والموقد قد يكون من النحيت الذي فيه بعض الزخرفة الهندسية, ومن محتويات المضافة المنقل ( المنكل ) حيث توضع فيه الأقرام المتوهجة والمتجمرة وحولها دلال القهوة وتدعى بطقم الدلال, والدلة الكبيرة تسمى القمقوم والأصغر الثنوات ثم المصافي وهي ثلاث قطع صغيرة وصبّاب القهوة أي الدلّة التي تسكب منها القهوة التي هي مشروب الأجاويد, ولذا يحرص على صنعها بشكل دائم  ولاسيما بالمناسبات والأعياد ووجـود الضيوف, كما نجد العديد من الفناجين وجرن القهوة (المهباج )( 5 ) لطحن البن المحمّص, والجرن ويده ( الدقاقة ) مصنوعان من خشــــب صلب كخشــــــــب البطم غالباً, وعليه وعلى يده زخارف           ( الصورة رقم 33 ), وعملية طحن البن في الجرن لها إيقاع خاص يتقنها الكثير, وقد نجد مطحنة يدوية للبن وعدة نرجيلات ( أراكيل ), وهناك الجربندة وهي تصنع من جلد غزال بعد تخييطه, وهي لحفظ البن قبل تحميصه, ولها شراشيب ملونة لتزيينها, كما نجد بعض المزهريات ونسخة من القرآن الكريم ضمن حقيبة قماشية أو منسوجة يدوياً في بيوت المسلمين, كما نجد صوراً تمثل السيد المسيح عليه السلام أو أمه العذراء مريم أو لوحة العشاء الأخير أو غير ذلك في بيوت المسيحيين, وقد دخلت المضافة حالياً أشياء لم تكن في السابق كالهاتف والمسجلة والتلفاز والفيديو والساعة الجدارية وغيرها.     

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                
 

صورة رقم ( 33 ) المضافة حيث المنقل والدلال والمهباج ( صورة لأبي محمـد خالد العبيد – العجيرم ) 

- بيت العيلة: تستخدم هذه الغرفة للجلوس وتناول وجبات الطعام ولعب الأطفال والنوم, وفرشها أدنى من مفروشات المضافة, وتستقبل بها النساء عندما تكون المضافة ( مشغولة ) بالرجال, والموقد (الحوم ) إن وجد صنع من الطين ( الصورة رقم 34 ), وإلا اعتمد على مدفأة كان وقودها الحطب  ( الصورة رقم 35 ).

وفي جدران هذه الغرفة خزن جدارية (كتبيات) صورة رقم ( 36 ) تغطى بستائر قماشية, وللنوافذ والكتبيات رفوف خشبية عليها أشياء ضرورية كالسراج والفانوس والشمعدان وصحون زجاجية وخزفية وأباريق وكؤوس وفناجين... إلخ. وهنالك اليوك أو اللُّوك ( تجويف في الجدار أكبر من الكتبية ) صورة رقم ( 37 ) الذي تنضد فيه بسط من الصوف أو الشراطيط ( الرقاع ) وبطانيات وفرش ولحف ووسائد صوف, وتتباهى النساء في القريتين بأنهن يمتلكن فرشاً ولحف صوف كثيرة, فالصوف ذهب مرصوف كما يقول المثل, وقد يستعاض عن اليوك بقاعدتين أو ثلاث قواعد عليها ألواح خشبية متينة لوضع الفرش واللحف, وتدعى في القريتين (السَّمَندَرة), وتغطى هذه الفرش واللحف بغطاء مطرز غالباً .


صورة رقم ( 34 ) الموقد ( الحوم ) المصنوع من الطين

صورة رقم ( 35 ) مدفأة قديمة وقودها الحطب

صورة رقم (  36 ) كتبية جدارية ذات رفوف خشبية

كما تحتوي الغرفة على صندوق خشبي مطعم بالصدف غالباً, وكان يجلب من مدينة دمشق, وقد يكون كبيراً أو صغيراً, ويدعى بصندوق العرس أو الصرَّافة, وهذا الصندوق توضع فيه الثياب والحاجات الثمينة, وللصندوق غطاء خشبي فيه قفل, وكانت هذه الغرفة أيام الشتاء تستخدم للاستحمام قبل وجود الحمامات الحديثة وذلك على عتبتها والتي هي دون مستوى سطح الغرفة, ولها فتحة فـي الجدار كي تخرج مياه الغسيل منها وتدعى البالوعة, ويتم استحمام الأطفال ليلاً كي لا يخرجوا من الغرفة ويصابوا بالزكام, وفي أحد الجدران وفـي أعلاه تحديداً نافذة صغيرة للتهويه وخروج الروائح والغازات, وتقوم النساء بصنع قَفّورة من القش توضع في كتبية لحفظ الإبر والمسلات والكشتبان والأزرار والخيطان وأحياناً تصنع من القماش على شكل جيوب لحفظ هذه الأدوات وتدعى ( جَوابة ) الصورة رقم ( 38 ) أو على شكل وسادة مربعة صغيرة لا يتجاوز ضلعها 12 سم محشوة بالصوف وتعلق على الجدران لغرز الإبر والمآبر فيها .


صورة رقم (  37 ) اليوك أو اللُّوك وفيه البسط والبطانيات واللحف والوسائد

صورة رقم ( 38 ) جوابة جدارية وهي جيوب لحفظ الأزرار والكشتبان والخيطان وغيرها

- الباحة السماوية: تطالعك عندما تدخل إلى داخل المنزل من الليوان, وتضم الباحة مماشــــــي ( جمع ممشى ) وجنينات (جمع جنينة) فيها أشجار كالرمان والزيتون والتين وعرائش العنب وغيرها وتنك تضم بعض الورود مثل الورد الجوري أو الريحان أو ياسمينه بلدية, وفي وسط الجنينات بركة ماء صغيرة تدعى (البَحْرة), وقربها بئر ماء عادي يختلف عمقه بين منطقة وأخرى في القريتين, عليه بكرة ( محّالة ) تدور حول محورها ويمر خلالها حبل رُبط به دلو, ( الصورة رقم 39 ) وفي حال سقط الدلو في الجب بسبب انقطاع الحبل مثلاً أو غير ذلك يستخدم جهاز عبارة عن دائرة من الحديد عُلقت على محيطها عدة خطاطيف معدنية متدلية تسمى ( القاشوشة ) وللدائرة حلقة في وسطها يُربط بها حبل يغطس في ماء البئر ثم يحرك يمنة ويسرى أو بشكل دائري حتى تعلق الكلاليب بالدلو فيتم سحبه وإخراجه، وإلا لابد من النزول إلى البئر . وقد تستخدم مضخة يدوية تدعى (كبّاس) وقليلة هي دواليب الهواء التي وفدت إلينا من منطقة القلمون التي تشتهر بها, وحالياً أصبح الدلو والكباس نادرين بسبب دخول الكهرباء إلى كل بيت في القريتين, وبالتالي دخول المضخات الكهربائية.

صورة رقم (  39 ) بئر ماء عادي وعليه المحالة والحبل والدلو

وفي المماشي جرن حجري يستخدم لدق اللحوم من أجل الكبة والعروق ( 6 ) والقمح من أجل البرمة ( الصورة رقم 40 ), وجاروشة يدوية من الحجر البازلتي ولها استخدامات متعددة (الصورة رقم 41) والسلم الخشبي, وعلى جوانب الجنيـنات غرف متعددة الوظائـف حسب الحالـة المادية لصاحب البيت, فهـي لدى الموسرين تتعدد وتتنوع وظائفها, وغالباً تتجه الغرف نحو الشرق أو الجنوب لتتلقى أكبر قدر من النور والدفء, وقد تجد في بعض البيوت ما يسمى بالرواق أمام الغرف يقيها حر الشمس ومطر الشتاء وثلوجه, كما يسمح بالانتقال من غرفة لأخرى تحته, والغرف الداخلية ذات وظيفة اقتصادية إذا لم  تشغل من قبل الأبناء الكبار المتزوجين, فالبيت في القريتين يحتوي ثلاثة أجيال غالباً (الأجداد والآباء والأحفاد), وهؤلاء الأبناء المتزوجون لا يفكرون بالاستقلال عن أهلهم إلا عندما تضيق الغرفة بأولادهم أو لتفريغها لأخوة أصغر يريدون الزواج, وعندها يقولون( بارك الله بالدار اللي بتطلع منها دار) .


صورة رقم ( 40 ) الجرن الحجري ويده الحجرية والخشبية ( الميجنة )


صورة رقم ( 41 ) الطاحونة الحجرية اليدوية

- غرفة المؤونة (بيت المونة): وتضم سابقاً الخوابي جمع خابية وفي بعض المناطق تدعى كواير جمع كوارة صورة رقم (  42 ) وتقوم المرأة بمساعدة زوجها بصنعها أو يستعان بآخرين لهم خبرة في ذلك وفيها تخزن الغلال ولا سيما القمح بعد صويله أي غسله من كل الشوائب والتراب الذي لحق به أثناء الدراس، والخابية عبارة عن شكل متوازي المستطيلات غالباً أبعادها التقريبية 50 - 100 سم وبارتفاع حوالي مترين، وقد تزيد هذه المقاسات أو تصغر من بيت لآخر بحيث تتسع لعدة شــــــــــــوالات ( أكياس ) قد يصل ما تحتويه 500 كيلو غرام و جدران الخابية تصنع من الطين المقوّى بالتبن  والذي يحتوي بداخله أغصان الأشجار غالباً , وتكون سطوحها صقيلة ملساء بفعل التدّليك الذي يجرى عليها بـواسطة قطعة من الحجر الأملس يمرر فوق الوجه الطيني مع ترطيبه دائماً بالماء لتسهيل الانزلاق وتطلى بالكلس أو الحوارة من الداخل والخارج كمادة معقمة مما يمنع تسوس القمح وغيره , ومن أعلاها حيث الفتحة الواسعة كباب لها تصب الغلال فيها كالقمح والبرغل والشــــــــــــــعير والذرة ولها فتحة ضيقة في أســـــفلها يمكن إدخال اليد فيها لتفريغ ما تحتويه وقت الحاجة إليه . بعد نزع سدادتها وغالباً تكون من حجرة مناسبة للفتحة لف عليها رقاع من القماش أو غير ذلك , وهي تعد صوامع صغيرة لحفظ الغلال في ذلك الزمن. 

كما ضمت الجرار الكبيرة التي تدعى بـ ( القنطارية ), صورة رقم ( 43 ) وهي من الفخار المدهون اللامع تخصص لزيت الزيتون والسمن العربي والدبس والغاف (سيرد ذكره وشرحه فيما بعد), أما حالياً فهذه المواد توضع في أوعية خاصة مثل التنك والقطرميزات ( المرطبانات ) الزجاجية, وقديماً كان على الجدران الرمان المعلق بخيوط القنب وورق الدوالي المجفف والمشكوك بالخيط وكذلك البامياء والباذنجان وغير ذلك لفصل الشتاء, كما تحتوي الغرفة الأدوات المستخدمة في الطبخ مثل الطناجر النحاسية والصحون والسكاكين والملاعق والكفاكير والمصافي وبابور الكاز... إلخ, وخزن خشبية لحفظ الطعام تدعى ( النمليات ), وهي ذات أبواب خشبية, الباب العلوي له مناخل للتهوية وتخصص للأطعمة, أما القسم السفلي فيضم القطرميزات والبرغل والكشك والسمن والسكر والزيت والملح وغيرها... وبين القسمين السفلي والعلوي أدراج للأدوات مثل السكاكين والملاعق والشوك, وكثيراً ما استخدمت هذه الغرفة لتحضير الأطعمة.      ( الصورة رقم 44 ) 


صورة رقم ( 42 ) خابيتان من الطين لخزن الحبوب 

صورة رقم (  43 ) جرة كبيرة تدعى جرة قنطارية


صورة رقم ( 44 ) نمليتان في المطبخ القديم

          - غرفة التنور: وفيها التنور وموقد للطبخ تدعى ( الموقدة ) مخصصة للطبخات الكبيرة والولائم ولاسيما التي يستخدم في وقودها الحطب الصورة رقم  (  45 ) , والغرفة مظلمة لأن جدرانها وسقفها قد تراكمت عليه قطع الدخان المتصاعد ( الشحوار ), ولذا تحتاج هذه الغرفة إلى إنارة ولو من النوافذ المفتوحة.

وللتنور طريقة في صنعه سنتحدث عنها عندما نتحدث عن صناعة الخبز. 


صورة رقم ( 45 ) الموقدة حيث وقودها الحطب

- غرفة التبن (التبان): وتطل في الغالب على الشارع, وفي سقفها فتحة لتفريغ التبن تدعى القوفـعة حيث تسد في الشتاء بصفيحة معدنية, كما نجد غرفة أصغر تحتوي على الحطب سواء من خشب شجر العنب تسمى (قرمة) أو روث الحيوانات (الجلّة), وحالياً تخصص للمازوت وأسطوانات الغاز.  

- الحوش: يدعى البايكة ( الزريبة أو الحظيرة ) تضم أنواعاً من الحيوانات ولا سيما الماعز والأغنام وبشكل قليل الأبقار, كما نجد بيت الدجاج ( الخم أو القن ) للدجاج البلدي, والحظيرة قسمان قسم مسقوف لأيام الشتاء, وقسم مكشوف لأيام الصيف, وللحظيرة مدخل خاص كما تشتمل على معالف على امتداد جدار أو أكثر, والحظيرة منفصلة عن القسم المخصص للسكن لإبعاد الروائح الكريهة والذباب عنه .

لقد كان المسكن الريفي في القريتين قديماً يخلو من الحمام والمرحاض, وإن وجد فهو بشكل بدائي, وحالياً لا يخلو بيت من حمام ومرحاض حديث ( إفرنجي ), وكانت أرض الغرف تُصب عدسة ( وهي مزيج من الجبس وهو جبصين محلي والرماد ) أو من الإسمنت الأسود, والبلاط اقتصر قديماً على بعض البيوت, وحالياً هو الشائع.

ومعظم البيوت القديمة تتكون من طابق ( دور ) واحد وهناك بعض البيوت التي ضمت عليّة على سطحها والعلية هي غرفة فوق إحدى غرف البيت وسميت بهذا الاسم من العلو لأنها تعلو بقية غرف البيت وكثيراً ما أستقبل الضيف فيها وكانت مكاناً للنوم في الصيف, ويصعد إليها بدرج له درابزين ليمنع الناس من السقوط ولا سيما الأطفال, وهناك حارة قديمة في القريتين سميت بحارة العليّة ربما لأنها تميزت عن باقي الحارات القديمة ببناء أول عليّة ثم انتشـــــــــــــــــــــــرت في باقي الحارات     ( الصورة رقم  46  ) وهي تبين العليّة التي بنيت في دير مار اليان في القريتين .

صورة رقم ( 46 ) العلية في دير مار اليان كنموذج للعلية في القريتين

وأما بالنسبة للزخارف الخارجية فنجدها على الحجارة الكلسية (النحيت) فـي واجهة المنزل (الصورة رقم 47 و48 ), وبشكل خاص تلك الحَجَرَة المستطيلة الشكل الموجودة فوق الباب, والتي كتب عليها تاريخ البناء, كما تعكس الطابع الديني لمجتمع القريتين والتفاؤل والشكر لله الذي مكّن صاحب المنزل من بنائه, فالمنزل ضرورة من ضروريات الحياة, وهو يستر الإنسان, كما قام النحات القرواني ( 7 ) بزخرفة النحيت بزخرفة هندسية غالباً أو نباتية ( 8 ), ومن أشهر هؤلاء النحاتين في القريتين المرحوم محـمد حسن الصالح (العزيّز) الذي بنى الكثير من البيوت القديمة فيها, وكذلك سليمان وإبراهيم النوفل, وأما بالنسبة للزخرفة في الداخل فتتم على النحيت كما في (الصورة رقم 49), ويقال إن أول من أدخل النحيت للقريتين هم الأماهنة ( أبناء مهين ) ومن بعدهم  جاء نعيم النوفل , وقبلهم كانوا يستعملون الحجر, وأقدم باب قائم حنى الآن ومقرون بالحجر هو باب لآل طحان .

الصورة رقم ( 47) مدخل بيت واجهته من حجارة كلسية منحوتة وفيها زخرفة هندسية

كما نجد هذه الزخرفة في غرفة المضافة ( المنزول ) عندما تكون الجدران مدهونة في قسمها الأسفل على ارتفاع لا يتجاوز المتر, حيث تمت تغطيته بالإسمنت, وهي زخارف هندسية وقد تعلق على الجدران أشياء الهدف منها رد العين عن أهل البيت أو عن شجرة أو عريشة ذات حمل كثير من الثمر, فمثلاً يمكن أن تجد قطعة قماش زرقاء أو قشرة بيضة مسلوقة أو خرزة زرقاء ...إلخ معلقةً بعريشة ..


صورة رقم ( 48 ) مدخل بيت رائع في القريتين واجهته من حجارة كلسية منحوتة ومزخرفة

الصورة رقم (49) تبين زخرفة نباتية وهندسية  (أرابسك ) في النحيت داخل البيت (9)

 فالإصابة بالعين يخشى منها, ولاسيما عند النساء والأمهات, فالعين كما يقلن ( بتعدي على الحجر وأوصلت الجمل القدر ), ويروين قصصاً عن أولئك الذين يصيبون بالعين, فمرة كان على يد إحداهن ولد رضيع, فدخل أحدهم فرآه, فأعجب به, ولم يصلّ على النبي, فمرض الولد في المساء مرضاً شديداً, وفي اليوم التالي مات, وهي من تلك الحادثة لا تطيق رؤية ذلك الرجل, ومرة كان الـبَنّاء ( المعمرجي ) يسقف غرفة للحطب, ويقوم بصفّ القصب فوق الخشب, ويساعده ابنها الكبير, فدخل رجل آخر ( يصيب بالعين ) يريد المعمرجي, فشاهده, وما إن خرج ذلك الرجل الغريب حتى بدأ ابنها يشكو من آلام فـي جسمه, وهنا ذهبت مسرعة إلى جارة ذلك الرجل الغريب تطلب منها إن كانت تودّها فعلاً أن تأتـي لها بأثر من ثيابه أو أي شيء  يخصّه, فهي مكتوية بنار محنة فقد الولد من قبل, وفعلاً قامت تلك الجارة بدخول بيت ذلك الرجل وقصّ قطعة من حذائه خلسةً لتقدمها لتلك الأم الملهوفة كأجمل وأغلى هدية, ولتعود مسرعة كي تشعل النار فـي تلك القطعة, وتطلب من ابنها أن يشم دخانها, ثم أحرقت قليلاً من الملح, وكانت تساعدها في ذلك تلك الجارة الصالحة العجوز هند ( أم صالح ) (10), وهي تقوم بدلكه وقراءة القرآن الكريم عليه مثل آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين, كما جاء شيخ البلد وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم, فشفي ابنها, وكثيراً ما كانت النساء تقول: إن هناك أناساً معروفين يصيبون بالعين ولاسيما من كانت عيناه زرقاوين, فالمثل يقول (فلان عيونو زُرقْ, واسْنانو فُرقْ, بيخوِّف ) فهؤلاء لا يخلون من الحسد, ولا يصلون على النبي لرد العين, ولا يقولون: خزاة العين أو يخزي العين كما تقول العامة  .

وأما بالنسبة لأدوات المنزل فهي في الغالب تصنع في المدن الكبرى كدمشق وحمص, ويتم شراؤها عندما يسافر الأهالي إلى هذه المدن, فهم يتحينون هذه الفرص, وهذه الأدوات لا يجوز منع إعارتها للآخرين ولاسيما الجيران, ومن هذه الأدوات السلم والمنشار والطناجر الكبيرة الحجم والمجرفة والمرّ والكماشــــــــــة...إلخ, فهـــذا يدخل فــــــي باب ( ويمنعون الماعون )( 11)









حواشي وإحالات الفصل الأول :

1 – حوش أروام : أطلق العرب في بلاد الشام على الجنود العثمانيين ( الأتراك ) تسمية الأروام, كما أطلقوا هذه التسمية من قبل على السلاجقة الذين حكموا آسية الصغرى ( تركية ), وكلمة حَوْش محدثة وتطلق على فناء الدار أو شبه حظيرة تحفظ فيها الأشياء والدواب, وقد كثر استعمالها أثناء حكم العثمانيين لبلادنا, والأغلب أن هذا المكان الذي سمي بهذا الاسم كان مسكناً للحامية التركية وخيولها قبل بناء القشلة قرب وادي العين, وذلك حوالي عام 1826 م عندما تخلص السلطان محمود الثاني من القوات الانكشارية ( عناصر غير تركية ) بسبب فسادها, واستبدل الجنود الأتراك بهم لحماية المدن والقرى من غارات البدو, والذي يؤيد ذلك كون هذا المكان بجوار سور القريتين القديم من الغرب حيث تنتهي حاراتها الأقدم وهي ( البالوعة والعلية و حارة عمرو وحارة الدحادحة ) .

2 – الرسم تقريبي يبين حارات القريتين القديمة وبعض العائلات كنقاط علّام ولا سيما من استمر أبناؤهم وأحفادهم في سكن هذه الحارات, أو وجود فراغ سمح بالكتابة,  ولا يمكن وضع أسماء عائلات القريتين كلها ضمن مخطط صغير بهذا الحجم, وهناك من باع بيته لغيره وسكن خارج القريتين القديمة وبالتالي لا يمكن معرفة الأصحاب الحقيقيين لتلك البيوت, وأتمنى اكمال هذا العمل ضمن مخطط أوسع من صحيفة من ورق ,  وهنا أسجل اعتذاري إذا أخطأت أو قصّرت في ذلك , فالموضوع ليس سهلاً, وهنا لا بد أن أشكر الأخ  المهندس بشار فؤاد الصالح وشقيقي فيصل الشلحة وزوجته أم فراس في مساهمتهم برسم هذا المخطط الجميل وتذكر أصحاب البيوت القديمة .. 

3– الخواخة هي من الخوخة وهي باب صغير كالنافذة الكبيرة وتكون بين بيتين, ينصب عليها باب, وقد ورد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( سدوا عني كلّ خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر ) ورد في صحيح البخاري ج 1, ص 178.

4- الوجاق: كلمة تركية تعني الموقد.

5- البعض يطلق عليه المهباش, والأصح المهباج من هَبـَج, ( والهبجُ الضرب ضرباً متتابعاً فيه رخاوة, وقيل الهبج الضرب بالخشب ), لسان العرب, ج 2 ص 384, وكتاب العين ج 3 ص 394, تاج العروس ج 1ص 01533

6- العروق: أكلة فاخرة تشتهر بها القريتين, سيتم التحدث عنها من خلال الحديث عن المأكولات الشعبية.

7- اعتمدت في الكتاب كلمة ( قروانـي ) بدلاً من قريتيني - استخدمها بعض أبناء البادية - لأن الأولى هي المتداولة شعبياً والأكثر انتشاراً داخل القريتين وخارجها, وكذلك كلمة ( قراونة ) في حالة الجمع.

8 - تميز فن النحت والتصوير فـي الحضارة العربية الإسلامية بعناية العرب بالزخارف النباتية           ( أشكال النباتات والأزهار ) والأشكال الهندسية, وتفننوا بالكتابة العربية ( الخطوط وخاصة الخط الكوفـي ), وهذا ما يسمى بالزخرفة العربية أي ( أرابسك عند الأوربيين ).

9 -  الصورة رقم ( 47 ) واجهة دار أحمد عبيد الباكير في الحي الشمالي, والصورة رقم( 48 ) مدخل بيت الأميركاني ( وملكيته الآن تعود لابنه فريز الدرويش ) وفي القريتين مداخل ثلاثة بيوت فقط تشبهه تعود ملكيتها لكل من المرحومين: عبد الكريم الحميِّد ( ثم لابنه الأستاذ كرامي ) ومحـمد العبد الله المشلب ( ثم لابنه خالد ) ومصطفى القاعد ( ثم لابنه محـمد علي ), أما الصورة رقم ( 49 ) فالأولى في دار محـمد خالد السماعيل ( الشلحة ) والثانية في دار سهيل الفياض وتعود ملكيتها الآن لأحمد العثمان, وهذه البيوت للأسف ستكون بعد فترة من الزمن أثراً بعد عين.   

10 -  أم صالح: هي هند أخت الشيخ عبد المجيد القاسم ( الساعاتي ) رحمها الله, عُرِفت بالتقوى والصلاح, وسكنت في الحي الجنوبـي مجاورة لأهلي.

11- في الماعون ستة أقوال أحدها أنه الإبرة والماء والنار والفأس وما يكون في البيت من هذا النحو (زاد المسير لابن الجوزي ج 9 ص 245 / بيروت ط 3 ).


جميع الحقوق محفوظة لــ مدينة القريتين 2015 ©